السبت، ديسمبر 04، 2010

نظرة لقرية الولاء يا محافظ الفيوم

القاهره فى 2 /12 / 2010 نشرة إعلامية يا محافظ الفيوم .... فى قرية الولاء هناك فلاحين دون أى خدمات انسانية تذكر في البداية أتساءل : بماذا يحس أي منا عند انقطاع تيار الكهرباء لمدة نصف ساعة أو أقل في شهور الصيف هل يتحمل غياب الثلاجة والمروحة بلا تأفف ألا يخانق دبان وشه كما نقول بالعامية وأكرر لمدة نصف ساعة فقط ثلاثون دقيقة ربما هناك من يتحمل ولكن ما الحال لو طالت المدة لعدة ساعات ثم ماذا يحدث لو كان الوضع معكوسا أي أن غياب الكهرباء هو الأساس ووجودها هو الاستثناء ولمدة عدة ساعات لا يتجاوز الساعات الثلاث يوميا هل تخيلت نفسك في مثل هذا الوضع ماذا لو لم يكن لديك مياه في منزلك وكان السبيل الوحيد لحصولك على المياه هو الذهاب إلى مسافة 500 متر أو أكثر للحصول عليها في جراكن أو غيرها إن هذا المشهد قد يبدو عاديا لو أننا في بدايات القرن العشرين أو في رواية "السقا مات" مثلا أما أن يحدث هذا في القرن الواحد والعشرين وبعد مرور عقد كامل منه فهذا هو مالا يصدقه عقل ولكن هذه البداية فقط!!!! ماهي قرية الولاء ؟؟ من هم سكانها؟؟ من أين جاءوا وكيف يعيشون؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تقع قرية الولاء على بعد 85 كم من مدينة الفيوم وتعتبر في منتصف المسافة تقريبا بين الفيوم وبني سويف وهو شيء يدعو للتساؤل عن السبب في اختيار هذه البقعة النائية البعيدة عن كل شيء لأنك في طريقك إليها تجد مساحات كثيرة من الأراضي التي كان من الممكن أن تصلح لإنشائها وتكون أكثر قربا للعمران لتحقيق فائدة أكبر عند دخولك للقرية تنتابك ملايين الأفكار والنظريات التي تسعى إلى استيضاح الصورة التي أمامك فلا تجد بينها ضالتك فلا تفسير لكون هذه القرية الصغيرة تشبه قرى الأشباح مع أنها مسكونة ببشر علت وجوههم التعاسة والتعب واليأس ، طبقة كادحة جاءت من محافظات مختلفة طمعا في الاستقرار وامتلاك قطعة من أرض وطنها وزراعتها وانتاج الخير . أنشأت قرية الولاء كحل مقترح لعلاج المشاكل التي نتجت عن قانون تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر فتم إعطاء كل فرد من المتضررين من هذا القانون مساحة 2.5 فدان ومنزل ( المنزل صغير الحجم عبارة عن غرفة واحدة بالإضافة إلى حمام ومطبخ ملحق به قطعة أرض أخرى كحوش ربما تكفي لبناء غرفتين إضافيتين وعلى من يرغب في التوسع أن يقوم بنفسه بالبناء أما بالنسبة للأرض الزراعية فلا يستطيع الفرد أن يتحمل تكلفة زراعة حتى نصفها فيقوم البعض بزراعة حوالي نصف فدان ويتمنون أن يكرمهم الله ويجنون منه أي شيء وذلك لصعوبة ري الأرض وتوفير المياه فالمياه تأتي من مياه الريان المالح يتم تنقيتها واستخدامها في الزراعة وبعد ذلك يتم تنقية مياة الصرف وتزويد الأهالي بها كمياة للشرب !!!!!! لا يمكن وصف ما تراه هناك إلا باطلاق خيالك لعرض أبشع الصور الانسانية ولكن دعنا نتناول القرية جزءا جزءا . الغريب أن القرية بها جميع المرافق الموجودة في أية مدينه صغيرة مستشفى مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية ، قسم شرطة ، مدرسة حديثة بها أجهزة معامل وأجهزة كمبيوتر وناد اجتماعي به أجهزة كهربائية وأماكن واسعة تصلح لاقامة ملاعب وبها مسجد ، مخبز ، سوق تجاري ولكن كي تتضح الصورة يجب أن نتناول كل جزء على حدة. المستشفى : كما سبق القول هي مستشفى مجهزة بكل الأجهزة الحديثة ولكن بلا كهرباء ولا أطباء باختصار هي مبني وأجهزة فقط !!!! أما بالنسبة لوحدة الإسعاف فقد تم نقلها من القرية بالرغم من اعتراض الأهالي وحاجتهم الشديدة إلى هذه الوحدة حتى أن سيدة قرصها عقرب فما كان من زوجها الذي لا يملك ثمن المواصلات والتي تتكلف في أقل الحالات 65 جنيها وبالتالي لا يملك ثمن العلاج فما كان منه إلا أن تركها بلا علاج على أمل أن يشفيها الله سبحانه وتعالى حتى ماتت . وبالإضافة إلى الأخطار الصحية للمنطقة هناك يعاني معظم السكان من فشل كلوي لسوء مياه الشرب وعدم توافرها. المدرسة : على الورق في الوزارة يوجد 15 فرداً من هيئة التدريس في المدرسة بينما على أرض الواقع لايوجد بها مدرسون ولا كهرباء – بالرغم من توافر جميع الأجهزة الحديثة - بها ناظر فقط يقوم بالتوقيع لكل المدرسين الذين لا يحضرون أساسا لبعد المسافة ويوجد بين الأهالي متعلمون ويمكنهم القيام بالتدريس ولكن يتم تجاهل طلباتهم للتعيين بها مدرسة الفصل الواحد : مكان خال ومهجور ولا يختلف عما سبق في شيء قسم الشرطة : يوجد به ضابط وأمين شرطة وعسكري ويقومون بإغلاق المكان ليلا وليس لهم علاقة تقريبا بالسكان المخبز : مبنى جيد وبه منفذان لبيع الخبز ولكنه لا يعمل ويقوم الأهالي بالسفر لمسافة 60كم للحصول على الخبز السوق التجاري : مجموعه من المحلات على شكل سوق تجاري ولا تختلف عما سبق مهجورة وبها بعض الأقفاص الفارغة الطريق المؤدي للقرية : طريق ممهد وجيد محاط بالأراضي الزراعية التي تزرع الزيتون ويمكنك أن تفرق بين أراضي المنتفعين ومن اشتروا منهم فالمنتفعون جزء كبير من أرضهم بور بلا زراعة والجزء المزروع عبارة عن شجر جاف لقلة المياه بينما أراضي المستثمرين غناء خضراء! أما بالنسبة للطريق نفسه فهو والحق يقال ملىء بأعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية ولكن للأسف فهي معطله جميعها بالكامل لضعف الصيانة !!!!!!!!!!!!!! باختصار هذه القرية تم تجهيزها لتكون قرية نموذجية وتم عمل بنية تحتية على هذا الأساس ولكن كانت بنية غير سليمة مجرد شكل أجوف ولا وجود لكلمة الصيانه الدورية في قاموس القائمين على هذا المكان . الغريب هو وجود لافتة مكتوب عليها جمعية التنمية الريفية المستدامة !!! أين التنمية وأين الاستدامة الله أعلم!!! وعندما سألنا عنها قيل لنا إنها التي كانت مسئولة عن توزيع المعونة التي وعد الأهالي باستمرارها ولكنها توقفت منذ فترة ولم يبق سوى هذه اللافتة التي تثبت حسن النية ولكن الظروف !!! المصيبة الأكبر والتي يعاني منها الأهالي الآن بالإضافة إلى ضعف الخدمات هي مطالبة الحكومة لهم بسداد قيمة جديدة للفدان بحيث يصل ثمن القطعة الواحدة إلى 70.000 جنيه بينما قد لا يجنى الفلاح هنا ما يكفيه حد الكفاف وكان هذا بناء على تقدير جزافي لقيمة الفدان أسوة بالفدان في النوبارية كيف ؟ الله أعلم !! لا وجود للجنه تدرس حالة الأرض وتقدر القيمة على هذا الأساس ولا وجود لأي شيء فيه منطق أو عقل هذا بالإضافة إلى الكثير من المصاريف التي يقوم هؤلاء البؤساء بدفعها والتي تتباين مابين الشهرية والسنوية ويقوم محامي الجمعية التعاونية المسئولة عن القرية بتحرير المخالفات لكل منهم وتتراكم الفوائد على المتعسرين وهو نشيط جدا في هذا الأمر حيث إن له نسبة في نهاية العام عم كل تأخير فكل فلاح له عنده كشف وحساب . وهكذا تجد نفسك في حيرة من أمرك ففي الوقت الذي تتأكد فيه أن الحكومة اختارت هذا الموقع حتى تتخلص من المشكلة وأصحابها بالقائهم فى المجهول ، تعلن الحكومة السهر والتفكير في أمورهم وهي لم تنسهم فقد فرضت عليهم من الغرامات والمبالغ المستحقة ما تقضي به على أي شك في أنها قد نسيتهم والدليل على ذلك بعض الأرقام التي أذكرها على سبيل المثال لا الحصر ، يدفع كل مواطن أرقام متشابهة شهريا أو سنويا بصرف النظر عن قيمة الاستهلاك أو غيره فعلي سبيل المثال : مصاريف إدارية 125 ري وتشجير !!! 50 كهرباء!!! 35 كمنتفع (سنويا) 750 ونجد أنه قد تم رصد مبلغ 65 مليون جنيه لتوصيل خط مياه إلى القرية وأسند المشروع من قبل وزارة الزراعة إلى هيئة التعمير وشركة "إجيكو "وبعد تنفيذ المشروع لمسافة 6.5 كم طلبت الشركة صرف المستخلص حتى تتمكن من استكمال العمل فكان الرد بإيقاف العمل حتى إشعار آخر حيث أنه لا يوجد تمويل !!!! كيف يمكن أن يعاني بشر داخل مصر مثل هذه المعاناه حيث يأس الفلاحون وفقدوا الثقة والامل في التغيير وما الحل لتغيير ذلك ،إن كل ما يطلبه هؤلاء البؤساء هو حياة كريمة واحترام أدميتهم إنهم لا يطمعون في الرفاهية ، فقط بعض الآدمية لكم الله يا أهالي قرية الولاء في كل ما يحيط بكم من غدر وإهمال يصل الى حد الجرائم . ---------------------------------------------------------------------------------------- المسطر بعاليه صورة ما ورد لجوهرة مصر من مركز الارض لحقوق الانسان والذى يحكى ماساة الغلابه القاطنين بقرية الولاء التابعه لمحافظة الفيوم ونتمنى على السيد المحافظ ان يعمل على حل مشاكلهم وله منا كل التقدير والاحترام