الجمعة، أكتوبر 17، 2014

قلب يملاءه الوجل


كتبت الروائيه التونسيه   عفيفه سميطى
قلب يملاءه الوجل 
قلبي يملأه الوجل...و حول أسوار مدينتي تحوم الذّئاب...داخلها...اليرابيع تنتعش...و شهوة القرض تعود إليها من جديد ...لا مخالب تظهر...فما عادت موضة المخالب تسري في مدينة أنهكتها الفتن...تتجشّأُ الهرم...و عند الليل تغرق في الشّجن...مضى على الوعد ألف يوم...و عند كلّ يوم يهطل لعابها مطرا...ثمّ ...و في الليل ...تأوي إلى النّوم بخواء مُكدّرٍ...لا معالم للشّبع...و لا معالم للفرح...و لا معالم للحبّ...فقط معالم للتّوجّس ...مدينتي أصغتْ كثيرا حتى أصابها الصّمم ...و اكتأبت كثيرا حتى بدا عليها الهرم...أحيانا...و أنا أجول في أخاديدها...أرتطم بشبح ضحكة ...و أهرع إلى الشّبح...و أجثو متوسّلة....علّ الشّبح يطفو على صفحة وجهها...و يُشْرقها...لكن ...و لعمق أخاديدها....يعجزُ الشّبح عن الطّفو...هي تنوء بحمْل ...فماذا يا تٌرى ....في حملها القادم تُخْفي ؟؟؟ ....ككلّ النّساء ...مدينتي يتوسّطها رحِمٌ....و ككلّ النّساء ...هي دائماً في حمْلٍ لا يستتر...ذراعها مُشْرَعةٌ نحو عاشق مُرْتَقبٍ...و عند قدميها...تتجمّع الرّمال لتتلقّف عُسْر وِلادتها...ما اغتاظت أبدا ...رمالها ....من وضْعها في الأسفل ...فمدينتي بكلّ معالمها...أنثى ساحرة ...فقط ...الحبيب المرتقب...يجهل في كل مرّة ...أنّ عند أسفلها يكمن سرّ سحرها...و سرٌّ نكبته...!!!!

ليست هناك تعليقات: