كتبت :
وفاء عبد الرحمن
أهم أسباب الخلافات الزوجية والتي تصل معظهما إلي
أبغض الحلال الطلاق هو الصمت القاتل بين الزوجين...
فعندما ينعدم الحوار ويخفي كلا منهما عن الأخر في نفسه
مالا يستطيع مناقشته -
هنا يبدأ الخطر فلا يتقبل كلاً منهما مناقشة أمورهم بطرق واضحة
ومباشرة فيعيشان في حالة من الإنطواء والعزلة النفسيه التي تعود عليهما
بالضرر ... ويكتشف كلاً منهما بعد فترة أنه انعزل عن الآخر في خصوصياته
ولن يشاركه فيها أحد,
دائما يسأل نفسه .. بماذا أفادني الزواج ؟
ومن هنا بدايات وعلامات التفكك الأسري
حتي وإن كانت في الظاهر أسرة سوية فقد يصل الأمر أن يكون لكل واحداً منهم
غرفة نوم خاصة به فتزداد الأمور تعقيداً
ويصبح بينهما تنافر في السلوك اليومي وتزداد الحواجز النفسية مع مرور
الوقت ويشعر كلاً منهم إنه غريب عن الأخر
بل إن في بعض الأحيان يصبحان كالاعداء - يعيشان تحت سقف واحد وتتطور
الأمور بينهم اإلي إستحالت العشرة مما يؤدي في النهاية إلي ( طلاق مؤكد).
فحالات الصمت والخرس الكلامي أصبحت منتشرة بنسبة كبيرة بين الأزواج حيث
أكدت دراسة علمية أن المرأة تتحدث في اليوم 8000 كلمة والرجل 3000 كلمة فإن
لم يكن بينهما حوار، أين تذهب هذه الطاقة الكلامية ؟
وبسؤال بعض الأزواج والزوجات لاحظت أن كلا منهما يشير بأصابع الإتهام إلي
الطرف الآخر.
فهذا الزوج يقول : تزوجتها بعد قصة حب دامت 4 سنوات كانت أقل مني في
المستوي التعليمي - هي بطبيعتها هادئة - كلما أردت أن تشاركني برأيها تترك
لي حرية الإختيار حتي مللت بعد فترة من الزمن أردت أن أناقشها أو أسألها
..لما السلبية فى إتخاذ أى موقف ؟ وللأسف لم أجد الإجابة...
أيقنت أنها عديمة الشخصية - لم تكن لماحة لمتطلباتي - كان لابد أن أنزل إلي
مستوي تفكيرها حتي تفهمني - سئمت الكلام معها ..
أدركت ذلك لكن بعد فوات الآوان... أن اختياري كان خطأ ..
فهي غير مدركة تماماً ما أعانيه بسبب جهلها مما جعلني في حالة إنطواء تام
.. فليس لي مخرج إلا مشاهدة القنوات التليفزيونية أو الخروج من المنزل
منعاً للمشاجرات.
أما هذه الزوجة تقول :
زوجي دائماً صامت لا ينطق بكلمة -لا يناقشني في أي شئ - لا يسألني حتي عن
أحوالي - لا يعبر عما بداخله - لا يطيق معي المشاركة أو المناقشة في أي
حوار .. لم يكن له رأي في أي شئ , أرائه يصنعها وينفذها ..
جعلني أتحمل مسئولية كل شئ .. جعلني أنا الرجل والمرآة فى آن واحد..
مغلق علي نفسه .. جعلني إنسانه كئيبة وعصبية .. يأتي من العمل يتناول
طعامه ثم يتوجه إلي النوم .. وعندما يستيقظ يجلس أمام المحطات الفضائية إلي
أن يحين وقت نومه وهكذا كل حياته معنا...
لا يتحمل مشاكل أو تساؤلات أولاده , لا يشاركنا فرحنا أو حزننا يعيش معنا
في بيت واحد ولا نشعر بوجوده.
أتمني أن أتحدث معه .. أناقشه كأي زوجين متفاهمين ..
أتمني أن يجلس مع أبنائه أن يشعرهم بأبوته أن يوجههم .. أن يضئ لهم طريقهم
.. أصابني بحالة من الملل والاكتئاب ,
أصبح إنسان ممل للغاية أتمني أن أطلب منه الطلاق ولكن من أجل أبنائي أعود
عن قراري..!!
زوجة اخرى تقول أيضاً:
تزوجنا عن حب فهو ضابط في الجيش -حياته أغلبها سفريات
كان إنسان عادي نتكلم ونتحاور كأى زوجين متفاهمين -
لكن مع مرور الوقت والسنين أحيل الى المعاش ..!!
كنت أنتظر منه أن يقيم اى مشروع أياً كان أو أي عمل يقضي به وقت فراغه
خاصةً أن حالته الصحية وسنه يساعداه علي القيام بأي عمل.. لكنه إختار
الجلوس في البيت فلم يخرج أبداً أو حتي يزور أصدقائه
إنعزل عن العالم الخارجي تماماً حتي أصبح لا يتحمل أي صوت في المنزل
لا يريد أن يتحمل أي مسئولية ..
حتي توصيل أبنائه إلي المدرسة -جعلني أتعلم قيادة السيارة لكي أقوم بهذه
المهمة...!!!!
لا يتكلم فهو صامت دائماً .. حتي كوب الماء لا يكلف نفسه به .. أنا أفعل
كل شئ ..
هربت من حالة الصمت الرهيبة المميتة التي خنقتني به فنزلت إلي سوق العمل
حتي لا أصاب بحاله نفسية .. طبعاً.. مجهود شاق الذي أقوم به ولكن أهون علي
من الجلوس أمامه 24 ساعة بدون كلام ونقاش ..
أصبح عصبي المزاج لا يطيق صوت المذياع ولا حتي الأفلام الكوميدية
فإن وجد احداً من أبنائه يضحك يتهمه بالسطحية والغباء-
جعلهم يهربون من البيت ويذهبون إلي أصدقائهم حتي يتلاشوا غضبه.. فكان
عملي هو المخرج الوحيد من أزمتي معه لكي أبعد عن حالة الموت البطئ التي
فرضها علي .
وأيضاً تقول هذه الزوجة :
زوجي دائماً صامت كتوم - الكلمة التي ينطقها كما يقولوا (بالقطارة ).. لا
أعلم عنه شئ نهائياً , لا يريد أحداً أن يجادله في أي قرار يأخذه , دائماً
حواراتنا طريقها مسدود .. أشعر كأنني متزوجة صنم لا يفكر في أي شئ ولا
يعكر مزاجه بأي مشكلة تقابلني خاصة بي أو بأبنائه.
لاغي عقله تماماً , جعلني أنطوى في مكاني لما يسببه لي من حرج مع جيراني
عندما يريدون زيارتي ..
فزوجي ليس رجل إجتماعي - لا يحب أن يزورنا أحد أشعر معه بالملل والكآبة ,
أصبحت أكرهه , جعلني أشعر بالغربة في بيتي فهو يجلس في مكانه المعتاد أمام
التلفاز وأنا دائماً جالسة في غرفتي لا أخرج منها .. جعلني أفكر عدة مرات
.. كيف أتخلص من حياة الأموات التي فرضت علي ...!!!