الثلاثاء، فبراير 26، 2013

قلوب خاويه

قلوب خاوية

قلوب فقيرة وإن إمتلأت بالمال فأنها أبدا لا تمتلئ بالمشاعر ولا تعرف الأحاسيس,قلوب تجدها كالطبل الأجوف بمجرد الدق الخفيف عليها تجد صوتها عاليا , وصداه فى كل مكان يسمع ....

تلك هى قلوبنا التى لا تعرف شراينها ولا أوردتها العواطف الانسانية و قد أغلقت أبوابها وأصبحت صحراء جرداء لافيها حتى نقطة ماء بل صخور صمتاء , تلك هى قلوبنا التى لم يسكنها أو يدخلها أحد تشتاق لمن كان يعمرها ويهتم بها ويرعاها.

إنه الحنين الى المشاعر والأحاسيس الدافئة انه الحنين أن ترى نفسك محورالإهتمام , ولكن مابالنا نسمع طبول قلوبنا من وقت لآخر فارغة هى لا يوجد بها شئ ذى أهمية , هموم وحزن وأسى وأشواق وحنين الى أيام مضت وبشر لا وجود لهم, إنهم فى البرواز فقط تزينه شريطة سوداء علق على الجدران نزوره ذهابا وايابا تسقط دمعة ثقيلة تعاند فى النزول فقد عزت الدموع , بشر وما أغلاهم من بشر رسموا لنا الطريق ساروا معنا , مسكوا بأيدينا سقطت الأيادى ....

تركونا ومضوا رحلوا عنا رحيل أبدى بدون كلمة وداع أو تبادل الأحضان , تركونا فى الطريق تحيط بنا الأشواك والألغام وتساقطت أوراق بستان القلب وذبلت زهوره وذهب شذاه وعبيره , وأصبحت خاوية على عروشها ماتت وان كانت تنبض بالحياة , لا شئ يلمع فى الأفق يحى الأمل فيها أو يعيد الحياة للينابيع التى ماتت وأصبحت صحراء قاحلة بعد أن كانت حدائق غناء ...

أبكيك ياقلب على مافات من ذكريات وعلى ما هو آت من آهات فكل شئ يمضى فى سرداب واحد يحيط به الأسى من كل جانب , ظلام فى ظلام فى ظلام أين ذلك النور الذى يضئ لنا دروبنا قبل أن ينير قلوبنا أين تلك الإشارات التى توجهنا وتحركنا وتدلنا على مبتغانا.

يارفيق عمرى ودربى لم يعد للحياة معنى , ولن يقدر القلب أن يتحمل المزيد ولن تستطيع العيون البكاء بدون دموع بعد أن جفت الينابيع , لم يعد فى الإمكان الظهور بمظهر الأقوياء فهل نلوم القضاء و القدر أم نعاتب المكتوب لنا , أم نظل نجرى وراء الذكريات ونظل أسرى فى سجن الأحزان تحجرت الدموع فى الأحداق وأصبحت حياتنا سراب ومشاعرنا سراب ,ولا نعلم ان كنا أحياء أم اموات فحياتنا بلا روح وبلا أمل , لا رجاء ولا عزاء ولا شئ غير الصمت والهروب من كل تفاصيل حياتنا الى الأفق البعيد حيث الجراح , حيث الوحدة القاتلة , ثم نعود طمعا ورغبة فى لحظة فرح تحيى القلوب الخاوية.



ليست هناك تعليقات: